الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
قد جمع بين التعطيل والتمثيل المعطل: هو من نفى شيئًا من أسماء الله، أو صفاته، كالجهمية والمعتزلة والأشعرية ونحوهم. والممثل: هو من أثبت الصفات لله ممثلًا له بخلقه. كمتقدمي الرافضة ونحوهم. وحقيقة الأمر أن كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل. أما المعطل فتعطيله ظاهر. وأما تمثيله فوجهه: أنه إنما عطل لأنه اعتقد أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه فأخذ ينفي الصفات فرارًا من ذلك فمثل أولًا، وعطل ثانيًا. وأما الممثل فتمثيله ظاهر وأما تعطيله فمن وجوه ثلاثة: أحدها: أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفة حيث صرفه عن مقتضى ما يدل عليه، فإن النص دال على إثبات صفة تليق بالله، لا على مشابهة الله لخلقه. الثاني: أنه إذا مثل الله بخلقه فقد عطل كل نص يدل على نفي مشابهته لخلقه. مثل قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] {ولم يكن له كفوًا أحد} [الإخلاص: 4]. الثالث: أنه إذا مثل الله بخلقه فقد عطله عن كماله الواجب، حيث شبه الرب الكامل من جميع الوجوه بالمخلوق الناقص.
|